lundi 31 mai 2010

قديم من قدم أيامنا

لي مائة و واحد وعشرون صديقا على الفايسبوك. من هم؟ تسألني من هم؟ انا ايضا اسأل.. من هم؟ وما ادراني؟ عددهم كبير؟ فليكونوا ألف او اكثر، وهل سأعيلهم و انفق عليهم؟ لهم ان يتوالدوا و يتكاثروا كل ليلة ان ارادوا.. لا أمانع ان صاروا غدا قبائل و عشائر، شعوبا و وحدات انتشار أباهي بهم يوم الواقعة الخ... لم اكن غنيا بالاصدقاء كما انا عليه الآن، بل لم اكن غنيا ابدا مثلا ما انا عليه من الاصدقاء... افلاس فكري/عاطفي/ سياسي/ نقدي-ورقي و ثراء فاحش في الاصدقاء... ثراء مفاجئ مدعاة للريبة، حتى صرت انتظر السؤال الكريه: "من اين لك هذا/هؤلاء؟ "
فكرة طريفة ان يكون عدد اصدقائك يملأ مسرحا صغيرا... او كاف لمداهمة بنك والاستلاء على ما فيه من.. اثاث المكاتب مثلا.
كيف ظهر الاصدقاء؟ كيف تهاطلوا؟ لم يكن شيء في السماء يُنذر/يبشّر بصابة صداقة تاريخية كهذه، ثم، وفجأة، هكذا، طلعوا، او لنقُلْ هبطوا! دونك اياهم، عانق و قبّل و رحّب وتبادل معهم الافكار والنقاشات من نوع "عيدك مبورك"/ "شريت كبش العيد"، والتهاني... تهاني بكل المناسبات، منها مثلا بعث جروب لمساندة الجروبات المساندة الخ.. لماذا يكتبون "جروب"؟ تسألني لماذا؟ انا ايضا اسأل.. لماذا؟.. فاتني التاريخ الذي وقع فيه حظر ومنع كلمة "مجموعة"، واجهل سبب الحظر... "مجموعة" كلمة بسيطة لا تجرح سماع احد، ومع ذلك مُنعت... في الاشهر الاخيرة تغيرت اشياء كثيرة في الدنيا، انهارت اسعار البرميل، انتهت الالعاب الاولمبية، ازمة مالية عالمية، حرب ابادة في غزّة، وغيرها، ومع ذلك فقد حافظ الصباح على طقوسه، وهو يبدأ دائما بتشغيل صندوق الكلام، حتى اذا دخلت ستجد احدهم ينتظرك منذ البارحة يطلب ان تضمه الى قائمة اصدقائك... أنقر "أقبل" دون ان اقرأ اسمه او ارى صورته... انقر "اقبل" وانا اشعل سيجارة واترشف القهوة الاولى... ولما لا؟ وهل هذا زائد على الخلق؟ ما هذا الميز والتفرقة؟ ليكن هناك، مع الجميع ممدودا على القائمة.. انه هناك، مع المجموعة، اقصد مع الجروب، لن يقاسمني بيتي في نهاية الامر! قائمة من الورق قد تنتهي، اما هذه الافتراضية فتقبل الى يوم الدين... ادخل يا صديقي، واقول لك، لو كان عندك اصدقاء فنادي عليهم ايضا، ليتفضلوا، ادخل وارتح في جلستك هناك مع بقية الاصدقاء، ارتح فعلا في جلستك لانها، اقول لك الحقيقة، ستطول... في الايام الاولى كنت اتعامل مع اصدقائي الجدد بكل صدق و ربما بسذاجة، كنت احاول ان اعرف من هم، ذلك انهم في نهاية الامر اصدقائي.. واحدة من الصديقات تطالعني كل صباح بالبسملة والتهليل والتكبير، وكأنها تخرج للجهاد كل يوم.. سألتها: من "محمد" هذا الذي تكتبين عنه كل يوم؟ محت اسمي من قائمة اصدقائها.. لا تفهم الهزل.. ثم غيرتُ السياسة، اذ صرت اترك كل ما يكتب بدون رد، لا "اتجاهل" احدا ولا ارد على احد، باستثناء بعض التدخلات المعقولة التي ارد عليها..
"ماذا تفعل الآن"؟ سؤال ركيك يطالعني كل يوم في الموقع الذي لا ادري لماذا يسمونه اجتماعي بدل نفساني. آهٍ، لو حدثتك عن حقيقة ما افعل الآن!


نهاية الاسبوع! الكل (الاصدقاء!) ينقر هنا وهناك ويثير في مداخلاته الويكآند. عجبا! وهل بدأ الاسبوع حتى ينتهي؟ فاتتني بداية الاسبوع ممكن اذا تجاهل النهاية... قلت اشارك في الفرحة العامة، اكون متحضرا حتى لا يستعربني القوم من المتحضرين.. احدهم /مقيم دائم في انترنات/ يهلّل ليومين من الراحة، زلّت اصابعي وكتبتُ له: "الراحة من ماذا؟"، شطبني من القائمة..
انضممتُ الى كل الجروبات تقريبا... اجد على الاقل مرّة في الاسبوع دعوة للانضمام الى مجموعة، لا اقرأ من؟ الى اين؟ لماذا؟ انقر "أقبل"، اقبل كل شيء.. اتضح بعد مدة انني في جروبات متعادية، "اساند" قضية في جروب و"أحاربها" في جروب آخر... عن غير قصد طبعا.. انضممت الى جروبات تتحاور بلغات لا افهمها.. وجدت نفسي مرّة في جروب لاطفال المدارس.. انضمّ الى الجروبات بسهولة التنفس، ذلك انني تأكدت من اليوم الاول ان الانضمام الى هذا النوع من المنظمات لا تبعات خلفه، لن افعل فيها شيئا وهذا مفروغ منه طبعا، والاهم انه لا وجود لدفع معلوم اشتراك كما هو متعامل به في كل المنظمات والاتحادات، وكان ذلك كل ما اريد منهم، ان لا ادفع! عموما حتى لو غيروا الموقف فانه بالامكان دفع اشتراك يطابق الجروب الافتراضي في خصائصه اي من نفس المعدن..
وبقيت الامور على ما هي عليه في اعتدالها ومعقوليتها حتى ارتطمت باحدهم يقول: "الالتفاف حول سيادة الرئيس هو الحل، ولا شيء غير الالتفاف حول سيادته"! الفاجعة، اقول هذا للتذكير، ان سيادته هذا ليس افتراضيا، لذلك وجب التحرّك وبسرعة.. اقترحتُ عندها ان يُسمّى الجروب "عبّود قطانيا".. وكأن للمتحدث (الملتف) حق الاختيار! ستلتف غصبا عن "بوك"... ستلتف او ستتلف، "بالسيف على بوك" واكتب/اكذب ما شئت على فايسبوك، المهم سيادته، البقية، بما فيها انت، جزئيات يمكن تعديلها/تعطيلها/التعامل معها بشيء/بكثير من التصرف في مصاريفها... اتخذتُ اجراءات حازمة، شطبت الملتف من قائمة الاصدقاء (الاقصاء الوحيد)، اتلفته، لا لانه ملتف حول سيادته، بل لانه يُطبّلُ لغيره، لو قال التفوا حولي لصرت ربّما من انصاره... خصوصا لو قالها باسلوب قوي، نادر ومتفرّد... لو قال انا ربّكم الاعلى كنت صرت فعلا من انصاره، او من مساعديه، سأجد في كل الحالات منصبا شاغرا عند الرب، الا يلجأ كل ربّ في نهاية الامر الى خدمات عزرائيل؟
"ماذا تفعل الآن"؟ مهلا، سيجيء يوم واخبرك بحقيقة ما افعل الآن...
"فلسطين عربية"! جروب يساند المقاومة في غزّة.. بدأوا اعلانهم بشيء من المغريات على شكل حملة اشهار: "تريد ان تساند فلسطين؟ انضم الى هذا الجروب"، مغريات زائدة اذ انا انضم للجميع، انقر "اقبل" وانسى الحكاية قبل ان يبتلع البرنامج تلك الصفحة.. اذكر مذ وعيت بالدنيا ان فلسطين عربية وفي ورطة، تحت الاحتلال... اندثر العالم الذي كنت اعرفه في الطفولة ولم يبقى منه الا احتلال فلسطين... اندثر كل شيء، من الحرب الباردة الى التلفزة بلا الوان، من ماو تسيتونغ الى النوع الوحيد من اليوغرت.. اندثرت كرة القدم اربعة-اثنين-اربعة، اندثرت الريشة المعدنية للكتابة عند الاطفال، الغليظة للخط العربي والرفيعة للفرنسية، ذهب الاتحاد السوفياتي وجاء الاتحاد الاوروبي، عاثت السيدا فسادا في افريقيا وسكت بافاروتي، اندثر كل شيء، ورحل بلا رجعة اغلب من كنت اعرف، قد يرحل الجميع، وقد تندثر الارض بعد كارثة بيئية وتنتهي قصة الانسان في الكون، بل قد ارحل انا ايضا بلا رجعة في نهاية الامر /كل شيء ممكن/ وتبقى بعد ذلك فلسطين محتلة... الثابت في المتحول، الرفيق الابدي للجميع... جيل بعد جيل... و كل جيل يضيف كلمته في الموضوع... وصلنا مرحلة سريالية تخرج فيها مظاهرات في اسرائيل ذاتها تندد باحتلال فلسطين وبمظاهرات مماثلة يضربها البوليس في تونس، حتى وصلنا ترك الدراسة والتعليم ثم التبرّك والتعاويذ فأمور راديكالية اخرى فيها سيوف مسلولة وخيوش من الماضي تنزل من السماء او العكس، تخرج من تحت الارض، قد نجتهد اكثر ونصل مرحلة ارتداء جلود الحيوانات والقنص بادوات من الحجارة المصقولة.. كل شيء يهون، المهم تحرير فلسطين...قد يكون من الصدف، هكذا، ان عمر احتلال فلسطين وتشريد اهلها يتطابق مع عمر الاعلان العالمي لحقوق... الخ، وقيام منظمة الامم الخ.. قد يكون هذا من الصدف... يعني، ما ان اعلنوا عن حقوق الانسان و.. الخ حتى فقد الفلسطيني حتى حقوق الحيوان، ربما من الصدف، من هنا الاعلان عن قيام منظمة الامم... من هناك اقصاء فلسطين من الامم، ربما صدفة، هكذا...
اتعاطف مع فلسطين خارج الجروب المختص، بعيدا عن البوك، من مقعدي في هذا البار الدافئ المريح، لا سيف لي ولا عباءة للتبرّك، من الاسلحة لا ارى الا تهشيم هذه القارورة واستعمال "الشقف"، وللتبرّك لا املك الا هذا المريول القديم من الصوف/ارلندي وليس صيني!/، ولا شيء غير هذا. "طبق اليوم لحم الضأن مع..".. يجوع الاطفال في غزّة ولحم الضأن تأكله الكلاب!... لا ترافقني الا البيرة.. وحدة وعزلة (مائة وثلاثون صديقا في فايسبوك مع ذلك!!!)، اتعاطف مع فلسطين من هذا الركن الدافئ.. مويسقى هادئة... اذكر كيف ان "باتريسيا كااس" اشترت من الدولة اليونانية جزيرة صغيرة في عرض بحر ايجه اين حضّرت في عزلة وانفراد ألبومها الشهير "دعوني اغنّي من اجل الذين لا يملكون شيئا"... اذ تقول:

Laissez moi chanter pour ceux qui n’ont rien

mardi 4 mai 2010

مرحبٌ في تنوس

تعريب نص بورتريه نشره علولو في مدونته بعنوان

http://3lulu.blogspot.com/2010/04/bienvenie-en-tinisie.html

تحليق فوق ساحل جزيرة سردينيا، مياه صافية تدعو الجنين ليعود اليها، سماء زرقاء صديقة، جزيرة جالطة مرمية في عزلتها كالمنفي بين شاطئين، ساحل بنزرت، خليج تونس، مستنقعات، مياه راكدة تعلوها اوساخ.

دور فاخرة باحواض سباحة، مطار يتثائب في خموله، موظفون يدفعون امامهم بطونا منتفخة، يدخنون ويثيرون الكرة في احاديثهم، يراقبون الوقت على الساعات، في كل دقيقة وبين الدقائق، الحر يلف المكان، منظر كئيب لمراقب الجمارك المنهار وهو يرى تدفق المسافرين وهو حبيس صندوقه، سائق تاكسي كسول، جشع ومحتال، سيارات ثائرة تناقض عقلية القطيع، كفر باضواء المرور، شوراع ضيقة اين تتزاحم الخيول المعدنية الهائجة، روائح النفثالين مجننة. مباني كئيبة، ابراج متغطرسة تعولها كتابات بالخط الاحمر: جمهورية الاغبياء الدونـقراطيين، موزع آلي يحتله العاطلون كل مساء، قطط سائبة بأعين برّاقة، ذهبت الشعوذة بالقطط السوداء، السوداء هي الوصفة، هي الرادار الذي يحدد مكان كنوز الفنيقيين المخبأة تحت الدور المهترأة.

نساء يرزحن تحت لفائف الملابس الثقيلة، ساذجات موافقات، القمع الذاتي، فروج في ذهابها وايابها امام نظرات مراودة من النرجيلات المنتصبة على الرصيف الذي تحول الى شرفة، الكلمات التي تذكر الرب تتناغم مع حركة دائمة قبيحة، مداعبة الذكر، مراقبة لا شعورية للتأكد، مخلفات صدمة جراحة اقتطاع تم وسط احتفال كبير، بعض بناطل الدجينس الضيقة ترمي مع ذلك بالتحدي في وجه مجتمع يغوص اكثر فاكثر في انصياعه لقوالب العرف.

بنية ممتدة وسط الطريق السريعة رقم1 في حين يحاول شقيقها بيع بعض ارغفة الطابونة، سيارة رياضية تمرق، اخرى مدوية تمر، لامبلاة عامة، صور عملاقة لعجوز غبي المنظر منمق بشعر مصبوغ، مومياء بادعاء الفرعون.

سوق السمك، شاطئ هادئ ونظيف، بحر بارد قليلا ومياه لذيذة مع ذلك.

اغبياء ملتحون يتلصصون ويراقبون، محيط فضولي مولع بالنميمة، نظرات فضولية، غلال لذيذة، شمر طازج، تدفق دائم للمعارف، معتوهون حكماء تائهون، اشخاص عاديون في قمصان قصيرة لقوات لا تدركها العين المجردة، طيور النورس وطيور النحام تنعم في الاوحال، صوت الاذان، مسلسلات تركية تستأصل الدماغ، خطباء وعّاض في اشكال بالية يتشدقون من آلاف شاشات التلفزة.

غطس في ماء بارد، جامعيون بلا ضمير، وآخرون متميزون، مؤرخ يُـنتدب ليسرد خزعبلات، مثقفون ملتزمون، سنمائيون شبان موهوبون، "فاميليا للانتاج" في قمة ابداعها، ممثلون مهيمنون، يتحركون في كل الاتجاهات فوق ركح كثيرة قيوده، لقاءات.

سائق تاكسي يخشى الهجمات الليلية، رشق مفك البراغي في لوح القيادة، صبية مبتزون، فالـيـوم، منشط الفقراء، ديك رومي، قوت شعب ذهب به الوهن.

طلبة افارقة مزوقو الملبس، لا يكترثون بنظرات الكره، سواح اسبان في المدينة العتيقة، يحاصرهم باعة نخرهم اليأس.

بحيرة ضحلة، هضبة، طريق سيئة التعبيد، اعوان بوليس يبعثون برسائل هاتفية الى خطيبات غير راضيات دائما، شوارب وكروش بارزة، مرحبٌ في تنوس.

طريق العودة، رحيل جديد، المنفى من جديد، بعد كسر المنفى، طريق التغريب، طريق الغرب الكافر، جمارك، طائرات، تفادي البركان، الخ.






dimanche 2 mai 2010

غبن آخر

الافلام الثلاثية الابعاد ما هاش حاجة جديدة، موجودة من الثمانينات متاع القرن الماضي، في بعض البلدان كانت وقتها موجودة للجمهور العريض، وبنفس السعر وما كانشي عليها تهافت... حاجة جديدة وطريفة، لا اكثر ولا اقل... والفيلم الفارغ، حتى خماسي ، او سداسي الابعاد يبقى فارغ، اذا هو فارغ، سباعي الابعاد خلي و اسكت عاد، الافضل تبعد عليها

samedi 1 mai 2010

SOLDE et communication

سروال سومو 100، يطلع يهبط، سومو ميا و دورو زايد لا! نعمل صولد: نكتب عليه 150، بعد نهار انشطب الـ150 ونكتب 100، تشريه وانتي فرحان وتقول "دبّـرتها، بلاش فلوس"
انسكّر 20 مدونة، يتعداو عشرة ايام واللا عشرين ونرجع انحلهم (في الوقت الي حاجتي بيه) تقوم الزمارة : "انفتاح على المجتمع المدني، خطوة في الاتجاه الصحيح، اتساع هامش الحريات"، صولد