samedi 19 septembre 2009

الى الامام

السادسة صباحا، جفاف بالحلق بعد ليلة الامس والاحتفال برأس السنة مع الزملاء في الشغل، السادسة صباحا، اعدموا صدام، شاشة الحاسوب تعرض اللحظات الاخيرة لحكاية طالت... يقصد المطبخ، يأخذ علبة عصير كبيرة ويفرغها في جوفه... مسكين صدام، جفاف حلقه آخر ولا شك... يعود الى السرير يتمدد، يقصد الحمام و ينظر الى وجهه في المرآة، معقول، وجده معقولا في حدود، احسن من تجهّم صدام...
تذكّر ذلك الصباح البعيد وقرّر ان يكون اليوم متفائلا وايجابيا... قصد المقهى وقرأ على شاشته الصغيرة المحمولة بعض ما نُـشر هذه الليلة وعشية الامس في مواقع مختلفة... الامور ليست على هذا القدر من الدمامة، ابتسم اذ وجد ان العالم يمكن ان يكون معقولا بل وجميلا ايضا، مع بعض التسامح يكون جميلا... هذه مقالات عن فن الشعر، كلمات تورق كشجرة لوز في حديقة معلقة، شعر قديم من القرون الغابرة وله من ينفض عنه عنكبوت الدهور النائمة "الشاعر الذي يختار الصور من الحياة ليسرد قصة الحياة، يلتقط اللحظة العابرة ليعبر عن عطشه للأزل" الخ، من يقول ان هذه تعابير تصلح للحديث عن كل شاعر فهو من الحاسدين المشككين... وهذا كلام عن كلام صوفي دافئ عميق نائم في عشقه وطلاسمه، من قال عجوز ونهر يتهددها؟ لا احد! العالم جميل حقا... وهذا، هذا يحسده فعلا في جنّته، هذا الذي وجد السعادة وارتخى في تجلياته، اذ كانت غشاوة بكارتها في مكانها من جسمها، وجادت بقطرات كريمة طاهرة، طوبى! وكيف لا يُحسد من وجد الحق وانتهى، وجد كل ما كان ينقصه حقا... كاد يجهش بالبكاء من منظر السعادة البشرية التي عادت اخيرا الى الجنة المفقودة... المعلقة... بوم جميل حقا، وسماء الخريف الصفراء تلوح من بعيد قبل ان تختفي لشتاء طويل... عندما تعود هذه الشمس سيكون سعيدا بمنظر انصار سيادة الرئيس يرشحونه ويحتفلون بفوزه بانتخابات 2014، ويرشحونه، ويحتفلون بالمرة، للتي بعدها... من آخر مآثر صدام انه فاز بنسبة مائة بالمائة في آخر انتخابه، انتفى وقتها مفهوم النسبة المائوية ومرّ الى مفهوم الكل المطلق في يوم جميل كهذا

Aucun commentaire: