jeudi 7 janvier 2010

الباب والبحر

قرر في ذلك الصباح ان يخلط عمدا بين الطيور، طيور المساء ككل مساء، مذ كان الشارع له، تقريبا له، شارع الطيور، سيخلط كما يخلط البعض بين الباء والماء وبين الراء والداء، وكان الشارع، هذا الشارع، له، سيخلط عمدا بين الاجنحة و رؤوس الاشجار، كما يقع البعض عمدا في الباء والعين معا فيثغو ويثغو... طائر معدني واحد يكفي، منهم، ويكفيهم وقبلة مجهولة، تقريبية، بجهاز ردار تقريبي، يخلط عن ضعف التردد الذبذبي ما بين الزوبعة والجبل، بين الامس واليوم، ومقعد مريح على جناح طائر معدني يريح الجميع، قبل انبلاج الصبح، وخروج العصافير لملاقاة الصبح، مقعد واحد يكفي، والسماء تنهال عليه، من خلف الزجاج، بمطر توقف في ديارهم عن سوء قيادة الاسطرلاب الاوحد (من العهد الحفصي؟)، وما واصل سيره للصحراء الكبرى عن تردد الذبذبة التقريبية مرة اخرى، وسوء التعليم وانهيار جدار المدرسة منذ سنين، مرة اخرى... طائر معدني واحد يكفي، لا يكذب، وان فعل فعن ضعف اشارات الرادار، موديل قديم يخلط بين حامل الرادار ومصدر الاشارة، وسوء الاحوال الجوية طبعا... عبثا تتزين هذه البنية في ثوب دون الركبة باربعة اصابع اتهام بالوان شركة الطيران الوطنـ.. وتوأمتها القادمة من هناك، من آخر الممر الضيق، الجاف الممتد امام العين، "قاف" في غير محلها... ماذا اشرب؟ هل هذا سؤال؟ قهوة؟ قاف طائشة! ابنة السبيل... في الممر الضيق، الطويل... قهوة من ابريق للجميع، ومن البلاستيك هو ايضا! اين النار ونحاس الجزوة؟ من ابريقك هذا الجماعي اسقي زوجك قهوتك هذه مع الجماعة صباحا مساء حتى ينفلق، تسمين هذا قهوة؟ فنجان كذب مع ابتسامة كذب في فجر صدق تنفذه الصبوح... كالعادة... اتضح ان جارته ربة المحراب، ربة المحراب من الرعيل الاول على الاقل، نظرات سخط واتهام ونقمة نحو انامله تفتح في حركاتها الحاذقة علبة شراب الشعير، علبة من معدن... لا يثق الا بالمعدن، وان فعل فهو السيرك اليومي ومحاربة السأم... لا يثق الا بالطائر المعدني، يضمنه معدنه، ان وقع وأهلك الجميع لن يقول : "ولكنني حملتكم بسلام السنة الماضية"، او اقبح من ذلك : "ولكنني خفيف في ظروف اخرى" وانت تكلمه عن هذه الظروف بالذات وهذه الوقعة الكبرى بالذات... سيصمت المعدن في قاع البحر، كما يصمت الجماد، في حكمة الجماد و... كبرياء الجماد، سينام في قاع البحر غير بعيد اينما كان عن الباب... لانه حتى بعد الخلع، الذي حصل فعلا، يبقى الباب دائما قريبا من البحر...

Aucun commentaire: