للباب، لذلك الباب ان يعتقد في سذاجة الابواب الابدية والكاذبة في اغلبها، انه يغلق دونه البحر... الباب، كل باب، يظن دائما انه يغلق دونه شيئا.. مرّ دهر او بعضه وهذا الباب يقوم على حراسة البحر... ولكن، وما لم تتخيله الابواب السبعة الاخرى مجتمعة في اركانها القديمة، بعد ان ضربت عارضاتها الخمسة في دفاتها الستة ومساميرها وحلقاتها وفكّرت واعتصرت اخشابها ودهانها الازرق، الاصفر احيانا، يقطر على جدرانها البيضاء، الرمادية احيانا، واجتهدت، كما يجتهد الخشب، لم تتخيل انه من الخلع ما يُـبقي البحر مفتوحا على الدنيا، هكذا، لا باب ولا رتاج... بحر وانتهى... دونه والفراغ المحيط... كما قبل الخلق... خلع من نوع آخر، نهائي يعني بدائي، استثنائي يعني ثنيته حادة، خلع لا يترك الا وشم المسامير على الجدران... خلع على عجالة كما يخلع اللصوص ما يخلعون، بضربة صمّاء، ضربة واحدة وانتهى... بعدها افواه داكنة غبراء مفتوحة بدون شهية سريعا ما تسكنها حشرات الباب القديمة، وتظهر فيها حياة اخرى واجيال واطوار وحركة دخول وخروج وعمران حديث، كله ينتهي الى الحديث، حديث يلمعُ من فرط حداثته في الافواه... وحدث ذلك في صباح شتاء قريب في بُعده مقارنة بعمر الارض طبعا، اما في عمر الجمهورية، من ايام صاحبها الاول الى اليوم، فالحادث بعيد... او العكس... المهم، لم يكن البحر مع حكمته طبعا يتخيل ان رشد البشر وصواب قراراتهم الاستشرافية يمكن ان يخلع عنه بابه يوما... بين قوسين: كل الحكمة التي تُـلصق بالبحر هي من نسج فريق من الشعراء الذين، اولا إما ما رأوا البحر يوما، او هم من الذين يصيبهم الدوار من اسهل وسائل النقل و اكثرها راحة، اما عن الذين يصيبهم الزكام لتبلل ارجلهم بقطرات مطر شحيحة فلا حديث، لذلك، ما يُعرف عن البحر من حكمة هو في نهاية الامر، وتبعا لذلك في بداية الامر، من نسج "ماعون صنعة" الكتبة... يعني من روايات من لا صنعة له، للدقة: لا صنعة له تنفع المجموعة، يعني لا صنعة تنفع في خلع باب البحر في نهاية الامر يعني في نهاية العهد... اذ لا امر، من زمن الجمهورية الاولى الى اليوم، الا للعهد، وهو دائما عهد احدهم... يعني امر احدهم، والامر كان بخلع الباب... باب البحر طبعا
جف الكوز اذ انتهت البيرة، وجب لذلك النزول الى الدكان... على البحر ان ينتظر، من هنا وحتى الجبر، بدون باب.. يبدو انه للحكاية بقية
3 commentaires:
ليس البحر فقط من ينتظر...هناك قراء على الباب
ألا يمكن لمجانين القلم أن ينشئوا بحرا من الشراب الرّوحي و يجدّدوا الباب فلا عهد و لا أمر بعد ذلك لأحد إلاّ للنّورس و الكلمات ؟
شكرا ولادة، جاء المدد في وقته، اذ كنت افكّر (اتظاهر بذلك) كيف ادخل الباب من جديد، لك عندي استدعاء لاول الكلمات و مأدبة من جراد البحر غير بعيد عن الباب
Enregistrer un commentaire